TOP حوار مع النخبة SECRETS

Top حوار مع النخبة Secrets

Top حوار مع النخبة Secrets

Blog Article



فحركة الريف في المغرب مثلًا، لم تكن منظّمة من قبل النخبة المثقفة والمفكرة، بل قام بها مزارعون لم يقرؤوا كتب الاقتصاد، ولكن ما جاء في كتاباتهم يعبر عن وعي اقتصادي اجتماعي ثقافي وطني. وألحظ الشيء نفسه في مصر. فمن خلال حديثي مع الشباب المصري، وما نراه اليوم في مصر أستطيع أن أقول إننا بإمكاننا الخروج بالكثير من المعلومات عن الواقع المصري الذي تعكسه أفكارهم البسيطة العميقة، بينما لا نجد مثل تلك المعلومات في كتابات "عظمائنا ونخبتنا" إلا نظريًا.

محمّد عادل مطيمط: الحداثة والديمقراطية في مواجهة ثقافة الجماعة

وقد تباينت ردود الفعل العربية إزاء هذه المشاريع الخارجية؛ بين متحمس؛ وجد فيها مدخلا لتحريك ملف الإصلاحات الديموقراطية في منطقة توصد فيها الأنظمة السياسية القائمة كل أبواب الحوار مع مختلف الفاعلين السياسيين؛ وتفرض فيها طوقا من حديد على أي إصلاح أو تغيير في هذا الشأن، وبين معارض متشائم من أية مشاريع "دخيلة" لا تنبعث من خصوصيات وثقافة المنطقة بقدر ما تنطوي على خلفيات مصلحية لطارحيها.

شاءت أم أبت، النخب الفكرية في بلدان الجنوب، منذ النديم والكواكبي وعبده والأفغاني وشبلي شميل وحسن البنا، تتحدث باعتبارها ملتزمة، أو لنقل مكلفة برسالة.

إن الحديث عن النخب السياسية في الأقطار العربية يقودنا إلى ضرورة التمييز بين نخب فاعلة تحكم وتملك سلطة اتخاذ القرارات الحاسمة وتستأثر بالمراكز الحيوية داخل الدولة؛ وتوظف الدين والإعلام وبعض الأحزاب وجزءا من فعاليات المجتمع المدني.. لصالحها؛ ونخب لا تحظى بقوة أو سلطة فعلية؛ توجد خارج مراكز اتخاذ القرارات؛ ولا تملك إلا مواقفها؛ وفي كثير من الأحيان تكون بدورها تحت رحمة النخب الحاكمة التي تفرض عليها واقعا سياسيا ضيقا من حيث إمكانية الاحتجاج أو المناورة.

. وتهدف إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الوعي والدعوة إلى بناء الإنسان فكريا وثقافيا، وتطوير مهاراته وإمكانياته

وهنا يحضرني مثال من المجتمع السوري مرة أخرى، لمجموعة من الشباب والشابات أطلقوا على أنفسهم لقب "أحفاد الكواكبي". قام هؤلاء بكتابة النص التالي:

سلام الكواكبي: اللغة وسيلة وليست هدفا؛ لا أقول إنّه يجب أن يتّجه المفكّرون والكتّاب إلى اللغة العامية واللهجات الدارجة على اختلافها بالطبع، ولكني أرى أنّه يجب التبسيط في اللغة والمصطلحات المستخدمة لإيصال الرسالة للعامّة، وهنا أعود لأذكر عبد الرحمن الكواكبي عندما كتب "أم القرى" أو "طبائع الاستبداد"، فهذا الكتاب الأخير الذي لا يستطيع عالم اجتماع إنكار أهميته بإمكان طالب المرحلة المتوسطة من التعليم فهمه كذلك، بسبب اللغة البسيطة التي كتب بها.

وعلى العموم؛ يشكل تزايد الضغوطات الخارجية من جهة؛ وتنامي الاستياء الشعبي العربي جراء الركود الذي تعرفه الأوضاع السياسية والاجتماعية من جهة ثانية؛ مؤشرا على أزمة التغيير الديموقراطي في الأقطار العربية؛ ودليلا على حجم التحديات والمسؤوليات التاريخية المطروحة على عاتق النخب العربية بشتى أصنافها باتجاه بلورة وإعمال إصلاحات تكون في حجم التحديات الداخلية والخارجية.

واتفق خبراء من مصر وإثيوبيا تحدثوا لبي بي سي على أنه "لن تقع مواجهة مباشرة بين القاهرة وأديس أبابا"، إلا أن خبير في برنامج أفريقيا بمركز تشاتام هاوس بلندن أكد أن "الأزمة قد تتفجر وتذهب الأوضاع إلى أبعد من المتوقع".

وجود النخبة القادرة على خوض معركة التنوير هذه، يمكن أن يعيد لجملة تيودور أدورنو راهنيتها: "طالما استمر التكوين المتصارع للمجموع، وطالما أن الأفراد ليسوا عبيدا للمجتمع، بل عناصر فعالة ترغب اليوم في القضاء على ما يحط من كرامتها عن طريق فكرة "الدور"، فإن التاريخ لا يهدأ أبدا".

ومن منطلق اقتناعها بدور الإعلام و"الثقافة" في تكريس هيمنتها والترويج لأفكارها؛ فقد حرصت هذه الأنظمة على تجنيد وسائل الاتصال لخدمة أغراضها واستمالة عدد من "المثقفين" إلى صفها بالتهديد والوعيد تارة والإغراء والكرم تارة أخرى؛ الأمر الذي أدى إلى نشر ثقافة تفاصيل إضافية سياسية منحرفة تكرس الاستبداد والتعتيم.

فلنأخذ المثال السوري، إذ دار الحديث عن تفاجئ النخبة والمنظّرين بطبيعة وأسباب الحراك السوري.

Your browser isn’t supported anymore. Update it to find the finest YouTube working experience and our most current functions. Find out more

Report this page